هيأت الفوضى التي أعقبت ثورة 2011 في ليبيا الظروف لتدخّل أطراف إقليمية دفعت بمرتزقتها لتنفيذ أجندتها في البلاد.
فقد طفا هذا الملف على السطح أواخر عام 2019 بعد الاتفاق الأمني، الذي أبرمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس حكومة الوفاق السابقة، فايز السراج.
وبموجب ذلك الاتفاق بدأ المرتزقة، وغالبيتهم من السوريين أو الذين انضموا إلى مقاتلي الحرب بالوكالة التابعين لشركة "فاغنر" الروسية، بالتدفق على ليبيا.
لكن المشهد بدا أكثر سخونة في مناطق نفوذ حكومة الوفاق غرب البلاد الخاضعة لسيطرة الميليشيات والتنظيمات المتطرفة.
البداية من سوريا
وبدأت رحلة المرتزقة السوريين من شمال سوريا، حيث يتم تدريبهم في معسكرات، وينتمي هؤلاء إلى فصائل "فرقة السلطان مراد" و"فرقة الحمزات"، و"لواء المعتصم بالله، وتشرف عليهم شركة تسمى "سادات" التركية، التي لا تقوم فقط بالتدريب بل بتنظم عملية تبادل المرتزقة.
إلى ذلك، وفي قواعد في الغرب الليبي يحط المرتزقة السوريون رحالهم، حيث يتواجدون في قواعد الخمس ومعيتيقة والوطية، والتي يتواجد بها مجموعة متدربين وقوات تركية.
في حين لن تتناقص أعداد المرتزقة السوريين رغم الضغط الدولي على تركيا، إلا بنحو لا يتجاوز 10 آلاف مقاتل.
ملاذ آمن
في موازاة ذلك، منحت الإطاحة بنظام القذافي ملاذاً آمناً لمقاتلين أجانب من جنسيات متعددة، من تشاد والسودان وكذلك من المعارضة النيجيرية.
فقد تواجد هؤلاء المقاتلون في قاعدة جنوب ليبيا قبل تجنيدهم من قبل الأطراف المتنازعة.
وبينما لا تتواجد إحصائيات دقيقة لأعدادهم إلا أن مصادر تقول إنهم لا يتجاوزون 10 آلاف مقاتل.
ويكمن التحدي في إبعاد هؤلاء على وجه الخصوص، بإيجاد مقاربة وتسوية سياسية، مع أنظمتهم في الساحل الإفريقي التي ترفض استقبالهم.
سحب القوات الأجنبية
لكن المحادثات التي أجرتها مؤخرا اللجنة العسكرية 5+5، قادت إلى قبول دول الجوار الليبي باستعادة مواطنيها المرتزقة العائدين من ليبيا.
كما أن الخطة التي أكملتها اللجنة العسكرية في جنيف، تنص على البدء بسحب القوات الأجنبية إلى نقاط متفق عليها، ثم العمل مع مراقبين دوليين ومحليين، لتنفيذ الإخلاء بشكل تدريجي.
وبعدها الشروع في عملية رصد الأعداد الحقيقية للقوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا وتوثيقها، وأخيرا ترحيل المرتزقة من ليبيا على شكل دفعات متتالية، وفق خارطة زمنية محددة.
source https://www.alarabiya.net/north-africa/2021/12/05/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AA%D8%B2%D9%82%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A7-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%84-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%B5-0
تعليقات
إرسال تعليق